الفجوة : من لا شيء يأتي كل شيء

المجهول خلفك لا تدركه، ولكن ربّما تعيه بعد أن تلتفت له وهو أحد مداركك، فإما أن ينشأ الوعي في جانب أو يكون مدركاً سابقاً. الإدراك يأتي بالحواس وهي ليست خمساً ولا ستاً، ولكن عددها يعتمد على إدراكك لها، فالتفكير، التخيّل، التوقّع والفراسة حواس وغيرها كثير، أضع بين يديك كتاباً يحمل مدارك من وعي إنسان عاش في تجارب لا يحصيها بالسنوات ولكن يعيها في مداركه، فالوعي يزداد مع ازدياد التجارب وتوسيع الآفاق والتعلّم المستمر، وليس في زيادة العمر، ولو كان ذلك لانتظر الطالب أن يشيخ حتى يصبح عالماً، ولما سأل السائل كيف ولمَ تفكّر المتفكرون، قال تعالى "الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار" (آل عمران 191). هذا الكتاب لا يحمل معلومات جديدة تضاف إلى عقلك، ولكنه يحمل مدارك تزيد فيها من وعيك.   تأليف:  عبدالعزيز العبيد